ولد فرانسوا ماري أروين، الذي سمي بعد ذلك ب "فولتيير" في 21 نوفمبر سنة 1694، وكان أبوه محامياً ميسور الحال وكان من بين أصدقاء الأسرة عدة أباء – وهو لقب يطلق على أي كنس علماني وكان منهم – دشاتونوف – وهو رجل دين إلا أنه لا دين له تمسك برداء الكهنوت وخالط مجالس خلت من الوقار وكان أول معلم لفوتير – يقال قدم لفولتيير ملحمة هازلة "الملحمة الموسوية" مؤداها أن الدين إذا استثنينا الأيمان بكائن أعظم إلا ذريعة يتذرع بها الحكام لإخضاع المحكومين وإرهابهم. الحق الأب فولتيير بكلية لوي لغران اليسوعية، درس فيها اللغات الكلاسيكية والأدب وخاصة المسرح، وهناك أفزع المدرسين فقد أعرب عن عدم إيمانه بالجحيم، وبعد أن تخرج حاول أن يجعل الأدب مهنته ولك أباه أصر أن يدرس القانون وبدلا من أن يستغرق في مجموعات القوانين سعى لصحبة جماعة من شكاك الابيقوريين وكان أمامهم فيليب دفاندوم كبير رؤساء أديرة فرنسا وصاحب الموارد الكنسية الضخمة والإيمان الديني الهزيل، وكان أحد الجماعة دشوليو يجهر بأن الخمر والنساء أطيب النعم التي جادت بها على الإنسان طبيعة حكيمة خيرة. وعين فولتيير مساعدا للسفير الفرنسي في "لاهاي" فوقع في غرام أوليمب دنواييه ولاحقها بالأشعار فأبلغ السفير والد فولتيير بأن ابنه لم يخلق للدبلوماسية، فأعاده أبوه إلى فرنسا. وفي عام 1715 مات لويس الرابع عشر، وكان وريثه "لويس الخامس عشر" لم يبلغ الخامسة من عمره، فعين فيليب الثاني، دوق أورليان، وصيا على عرش فرنسا، وكان فولتيير ابنه الوصي، والملك الجديد لويس الخامس عشر في أبيات شعرية فقبض عليه الوصي وأودعه سجن الباستيل، ولم يتسع وقت فولتيير لوداع أصدقائه. وقد كتب في الباستيل ملحمة اتخذت الملحمة مذبحة القديس برفولوسيو نصا لها، وتتبعت الجرائم التي ترتكب باسم الدين خلال العصور وانتقدت البابوية لأنها "قوة لا ترحم المغلوبين، ويلين جانبها للغالبين، على استعداد للغفران، أو الإدانة حسبما تمليه المصلحة" وأفرج عن فولتيير في أبريل 1718. وكتب مسرحية "أوديب" ولاقت نجاحا كبيرا. بينما سقطت مسرحيته الثانية "أرتميرا" واعترف بفولتيير كأعظم شاعر في فرنسا. وكان فولتيير مؤمنا بالمال فصادق المصرفيين، وكان من استغلالي الحرب، واقرض نقوده بالربا. وحدث ذات ليلة وهو في
دار الأوبرا أن تهكم عليه أحد النبلاء وسأله في خيلاء "فولتيير" .. ما اسمك؟" فأجابه "اسمي يبدأ بي واسمك ينتهي بك" فرفع النبيل عصا ليضربه، واستل فولتيير سيفه فسقطت إحدى الحاضرات بدار الأوبرا مغشيا عليها، فتهاون الخصمان وساق النبيل إلى فولتيير ستة من الفتوات فانقضوا عليه وضربوه وحاول فولتيير مقاضاته فلم يستطع فدعاه للمبارزة التي يحرمها القانون الفرنسي، فقبضت عليه الشرطة بأمر ملكي وأودع سجن الباستيل ثانية. وعندما افرج عنه نفى نفسه إلى إنكلترا مختارا.